"هذه الأرض ولّادة" عبارة نسمعها كثيراً لوصف الأساس الخصب الذي لا ينقطع عن العطاء، وفي معناها الحرفي يمكن أن تنطبق على الأرض السورية وتربتها الخصبة في المناطق والارياف المختلفة التي تحمل كنوزاً من الخير، وتختضن أهلها وتمنحهم أفضل ما لديها، وتسعى الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع أفراد المجتمعات المحلية على الحفاظ على هذه الصفات والاستثمار فيها من خلال دعم الفلاحين وعملهم رغم التحديات الطارئة على بيئاتهم، والمساهمة في دعم زراعات جديدة وتطويرها بما يعود بالنفع الغذائي والاقتصادي على أصحابها.
وأهم تلك التحديات كانت #حرائق_2020 التي أتت على #أرضنا_الخضراء فكان لا بد من حشد الجهود، وتشابك السّواعد لإطفاء آثار تلك النيران، والعمل على #النكش لاستنهاض الخير في طبقات تربتها العميقة، بدأ البحث عن المحاصيل الموسمية التي يمكن أن تعطي نتائج سريعة خلال فترة قصيرة، إلى جانب العمل على إعادة المحاصيل الاستراتيجية كالزيتون.
والبداية كانت من الخضار الموسمية في طرطوس، حيث بدأت فرق الأمانة السورية للتنمية العمل مع أصحاب الأراضي على توزيع الشتول، وتأمين #البيوت_البلاستيكية اليت تساعد في تقليل التكلفة من جهة وزيادة الإنتاج من جهة أخرى داخل هذه البيوت البلاستيكية متزايدة الانتشار في مختلف أرجاء العالم؛ ويعزى نمو هذا القطاع إلى زيادة الطلب على الغذاء بسبب انخفاض مردود المساحات المزروعة بسبب الحرب، وارتفاع تكلفة استيراد المواد الغذائية.
وخلال المرحلة الثانية من العمل كان لا بد من البحث عن محاصيل ذات خصوصية بالمناطق التي أتت عليها الحرائق وتتمتع بمردود اقتصادي عالي، فبدأ العمل على تهجين زراعة النباتات العطرية ضمن الحدائق المنزلية، وتوسيع المساحات المزروعة منها، بعد أن كانت حكراً على النمو بشكل عشوائي وفطري ضمن المناطق الجبلية.
ولتنظيم هذه العملية وتطويرها ظهرت الحاجة إلى إعادة العمل بمفهوم التعاونيات وفق شروط الإنتاج الجديدة، فتعاونت الأمانة عبر برنامج مشروعي مع الاتحاد العام للفلاحين على إطلاق مفهوم جديد للتعاونيات الإنتاجية الزراعية يقوم على دعم صِغار المُنتجين في مجال المحاصيل حتى يصبحوا طَرَفاً مُنافساً للاحتفاظ بمواقعهم وتوعيتهم تجاه مفاهيم جديدة عليهم كالتسويق والمنافسة، وإيجاد منافذ بيع وتصريف لمنتجاتهم، فيما يدعم تأمين مدخول لهم إضافة إلى توفير فرص عمل لأفراد مجتمعهم المحلي وعائلتهم.
وتهدف هذه التعاونيات إلى تأمين الدراسات العلمية الدقيقة التي تعنى بتطوير هذه المحاصيل وصفاتها ومقاومتها للآفات الزراعية، وكيفيّة تنظيم وتحسين عمليات التخطيط والزراعة في إطار روابط المُنتجين وتعاونياتهم، إلى جانب إتاحة حصيلة وافرة من المعلومات حول مراحل ما بعد الحصاد والتسويق، وإدارة محصولهم بنجاح في مجال المشروعات الزراعية المحدودة النطاق.