وضع العديد من جرحى الوطن التعليم غاية وسعوا إليه ليتجاوزوا من خلاله إصاباتهم ويستكملوا طموحاتهم وينخرطوا في مجتمعهم المدني مجدداً، ولم تبقَ هذه الطموحات حبيسة المخيلات والأذهان بل استطاعوا الانتقال بها إلى مستوى التخطيط والتنفيذ، واليوم جاؤوا من مختلف شرائح العجز لتقديم امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، لتكون هذه المرحلة انطلاقة جديدة لهم نحو المراتب العلمية الأعلى التي يسعون إليها.
نحو 300 جريح تقدّم للامتحانات هذا العام من خلال مشروع جريح الوطن، الذي يعد أحد برامج الأمانة السورية للتنمية، موزعين بين 158 جريحاً في امتحانات الشهادة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي، و128 جريحاً بامتحانات شهادة التاسع الأساسي، من أصل نحو 586 ألف طالب وطالبة على مستوى سورية تقدّموا هذا العام لشهادتي الإعدادية والثانوية بكافة فروعها واختصاصاتها.
واستقبلت المراكز الامتحانية جرحى الوطن على امتداد الجغرافية السورية، كما خصصت وزارة التربية للذين يعانون ظروف صحية صعبة مراكز امتحانية خاصة فيها أطباء وممرضين وسيارات إسعاف تحسباً لأي طارئ، وعيّنت مستقرئين ومستكتبين للجرحى الذين لا تسمح حالتهم الصحية بالكتابة والقراءة بمفردهم، ضماناً لسير العملية الامتحانية بما يلائم أوضاعهم.
ورافق منسقو مشروع جريح الوطن الجرحى منذ اللحظات الأولى للتسجيل على امتحانات الشهادتين، مروراً بالتحضيرات الامتحانية وتسهيل حصولهم على بطاقاتهم وتذليل أية صعوبات تواجههم، وصولاً إلى دعمهم نفسياً قبيل الامتحانات.
ويعد التعليم في طليعة المجالات التي يتوجه إليها مشروع جريح الوطن ويدعمها بالتعاون مع الشركاء، لتمكين الجرحى من امتلاك مسارات مستقبلهم وتطوير مشاريعهم الإنتاجية والحصول على مكانة اجتماعية تليق بتضحياتهم، ويوفر لذلك مصفوفة دعم تعليمي متنوعة تبدأ بالدروس الخصوصية والتعليم الافتراضي لجرحى الكفف والشلل على مدار العام، ولا تنتهي بالمعينات التسهيلية مثل الهاتف الناطق، والدورات التعليمية، والقرطاسية وبدل المواصلات وكافة المستلزمات الدراسية.
ووصل إجمالي الجرحى الذين دعمهم المشروع منذ بدء الدعم التعليمي عام 2017 وحتى نهاية 2022 إلى 681 جريحاً، موزعين على 237 جريحاً في المرحلة الإعدادية، و277 في الثانوية، و158 بالجامعية، و9 جرحى بالدراسات العليا، كما تتزايد أعداد جرحى الوطن المتحفزين للعودة إلى مقاعد العلم واستكمال طموحهم المستقبلي عاماً تلو الآخر برعاية مشروع جريح الوطن الداعم والشريك والحاضن لطموحات الجرحى.