
يتجاوز الترميم سياقه المعماري عندما يرتبط بالهوية التاريخية والاجتماعية للشعوب والبلاد وبالأخص بعد النزاعات والكوارث، ولذلك فإن الحوارات الثقافية التخصصية بالشراكة مع الخبراء الدوليين تعتبر الأداة الأكثر فاعلية للوصول لنتائجَ عملية تحافظ على المعالم التراثية.
وبهدف ترميم "قوس النصر" أيقونة تدمر الأثرية انطلقت أعمال الورشة التخصصية حول منهجيات ترميم وإعادة بناء قوس النصر بحضور خبراء دوليين وممثلين عن اليونيسكو وعدد من المعالم والمتاحف الأثرية العالمية وذلك ضمن المرحلة الثانية من مشروع الترميم والتي بدأت بتوقيع مذكرة للعمل المشترك في تشرين الأول الماضي بين #الأمانة_السورية_للتنمية #المديرية_العامة_للأثار_و_المتاحف و #معهد_تاريخ_الثقافة_المادية التابع #للأكاديمية_الروسية_للعلوم.
وتضمنت الورشة زيارة ميدانية للخبراء الدوليين إلى تدمر لمعاينة واقع المعالم الأثرية فيها "تمثال أسد اللات، معبد بل، معبد بعل شمين، المقابر، قوس النصر، المسرح" ومن ثم عقدت حوارات ونقاشات مركزة على مدى يومين حول آليات التدخل بالترميم أو إعادة البناء لناحية التقنيات المستخدمة ونوع الحجر وتم التوافق على مجموعة من التوصيات تنسجم في مضمونها مع الهوية المجتمعية والتراثية لتدمر و مع المعايير الدولية، سترفع لليونيسكو للموافقة عليها كون تدمر من مواقع التراث العالمي، على أن يبدأ العمل في حال إقرارها مطلع أيلول المقبل.
الورشة هي استمرارٌ لخطة عمل بدأت في ورشة "استعادة التراث السوري وإحياء المجتمعات المحلية" في إطار فعاليات معرض إكسبو دبي 2020، وهي تهدف لترميم المواقع الأثرية البارزة التي تعرضت للتدمير أو التخريب خلال الحرب، من بينها قوس النصر معلم تدمر الرئيسي والذي يحمل ملامح الهوية السورية العريقة بعمارته، وتعنى الأمانة السورية للتنمية كشريك للمجتمعات المحلية بهذه الخطة لأن عملها يتركز على حفظ التراث الثقافي للمجتمعات كأهم مدخلات التغيير الإيجابي، إذ تضع خبراتها وجهودها في التشبيك مع الشركاء وتقديم الدعم المادي واللوجستي عبر استقطاب الخبرات العلمية العالمية والوطنية المناسبة وإشراك المجتمعات المحلية في عملية إعادة الترميم كجزء من النسيج الثقافي لمدينة تدمر الأثرية لما تحققه هذه الأعمال من فرص تنموية مستدامة.