تُعتبر النساء إلى جانب الأطفال وكبار السن عادةً من الفئات الأكثر معاناةً خلال الكوارث، وهذا ما يدفع الجهات المعنية والفعاليات الإنسانية خلال استجابتها للمتضررين في الحروب والكوارث الطبيعية إلى تقديم الرعاية الأولية لهذه الفئات، وفي سورية بعد زلزال 6 شباط تعمل غرف العمليات الإغاثية في المحافظات المنكوبة على تمكين النساء خاصة الأمهات خلال هذه الظروف الصعبة تجاه حماية صحتهن النفسية وصحة أطفالهن، حيث يمكن أن يشكلن خط الدفاع الأول لحماية أطفالهن من آثار الصدمة وكيفية مواجهتها دون ترك أية آثار على صحة الطفل النفسية والعاطفية من خلال مساعدته بالتعبير عن مخاوفه وطريقة التعبير عنها.
وخلال الاستجابة في ظل الظروف الصعبة تمكنت فرق الأمانة السورية للتنمية من رصد مجموعة من النساء اللاتي شكلن مثالاً يحتذى بالعمل من أجل مجتمعاتهن، ولذلك حرصت الأمانة على تسليط الضوء على هذه الجهود "الناعمة" بمجابهة كارثة الزلزال، عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار.
ومن السّيدة الحلبية سهام السواس التي وضعت سيارتها الشخصية في خدمة عمل فرق منارة المحافظة المجتمعية في الأمانة السورية للتنمية بحلب للاستفادة منها في عمليات نقل المتضررين وتوزيع المساعدات، إلى المتطوعة في مؤسسة "سورية بتجمعنا" رغداء خضرو، التي تجاوزت حدود إعاقتها من أجل دعم المتضررين عبر العمل ضمن مطبخ ميداني، وصولاً إلى مجموعة من السيدات في طرطوس اللاتي وضعن خبرتهن في الخياطة التي اكتسبوها خلال التدريبات المهنية في منارة الدريكيش لجمع وتقديم ملابس للمتضررين.
القصص السابقة هي عينات ونماذج عن مئات السّيدات المشاركات ضمن الاستجابة الإنسانية للعائلات المتضررة من الزلزال، والتي تحرص الأمانة السورية للتنمية على دعمهن، والإشارة إلى جهودهن في تعافي مجتمعاتهن.
وضمن عمليات توزيع المساعدات الإغاثية اللازمة للعائلات المنكوبة، تراعي فرق الأمانة تأمين وتوزيع السلل الصحية الخاصة بالنساء حيث قد تشكل خسارة المنازل والممتلكات الشخصية تحدياً مضاعفاً على إمكانية النساء من الوصول إلى احتياجاتهم في هذه الأوقات الصعبة.