"مع كل قطعة بخيطها بخيط مستقبل ابني" هكذا تلخص السيدة الأربعينية "ختام" جدوى عملها في مشروعها الصغير الذي يقوم على إنتاج قطع باستخدام تطريز البريم، وذلك بعد تحويلها الغرفة الصغيرة التي تسكنها مع طفلها الوحيد في دوما، إلى معمل صغير تحضر ضمنه قطع القماش والملابس المطرزة بالبريم.
تعتمد السيدة ختام في تسويق منتجاتها على مهاراتها وقدراتها بالإقناع، فلا تكتفي بالراغبين بمنتجاتها ضمن الغوطة الشرقية، وإنما تحمل آخر الموديلات التي تنفذها بعد تغليفها إلى سوق الحميدية وسط دمشق، حيث تلتقي التجار من مختلف الأصناف وتعمل على ترويج بضائعها لديهم.
"أتاح لي التدريب الذي تلقيته في الأمانة السورية حول تأسيس وإدارة المشاريع الصغيرة فرصة تنمية وتكبير مشروعي وحياتي بطرق جديدة لم أفكر فيها" بهذه الكلمات تلخص السيدة "ختام" التي حصلت بعد التدريب على منحة تشغيلية مقدمة بدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، الفائدة التي حققتها من التدريب وكيف انعكست على عملها بشكل فعال وإنتاج أكبر بما يساهم في تحقيقها الاستقلالية المادية.
تتحدث السيدة "ختام" بحب عن مهنتها مشيرة إلى أنها "تشبه إلى حد كبير حياتها وعلاقتها مع طفلها متعبة لكن النتيجة تستحق كل تفصيل صغير فيها"، حيث تخصص نحو 10 ساعات من يومها للعمل الدؤوب مؤمنة أن "التطريز فن كل ما كانت القطعة أحلى بتاكل وقت أكبر".
تستعرض السيدة "ختام" أجمل القطع التي عملت عليها في مشروعها الذي بدأته منذ ستة أشهر، وإلى جانبها طفلها يتابع دراسته، حيث لا تتوقف عن الحديث حول تطريز البريم إلا من أجل متابعة إلى أين وصل ابنها في دروسه، فالتربية بالنسبة لها تحتاج الوقت والرعاية الطويلة لضمان وصول الأطفال إلى بر الأمان في المستقبل.
مشروع السيدة ختام واحد من أكثر من 60 مشروعاً في غوطة دمشق استفادوا من تدريب لتأسيس وإدارة المشاريع الصغيرة، وحصلوا على منح تشغيلية قدمتها الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بهدف تمكين الفئات الأكثر هشاشة وشعفاً اقتصادياً بمواجهة الظروف الصعبة التي خلفتها الحرب على مجتمعهم المحلي.