نحن نؤمن أن ازدهار كل مجتمع محلي متنوع وغني بثقافته هو أمر جوهري لازدهار سورية وترسيخ الشعور المشترك بالهوية الوطنية. كما نؤمن بأن بناء هذه المجتمعات القوية يؤدي إلى بناء مجتمع مستقل ومستدام يتمتع بالاكتفاء الذاتي. لذا نركز في أنشطتنا على ثلاثة أهداف رئيسية تتمثل بتمكين المجتمعات لتكون قادرة على تنظيم نفسها بشكل أفضل، وجعل المنارات المجتمعية تربة خصبة لاستقطاب المشاركة المحلية الكثيفة، وخلق بيئة إيجابية تعزز العمل التطوعي.
نحن نؤمن أن لدى المجتمع المحلي طاقةً كامنةً تجعله قادر على تطوير نفسه. لذا نلتزم بمساعدته على شق طريقه ليتمكن من تولي زمام الأمور بنفسه، وذلك عبر دفع الأفراد لتغيير طريقة تفكيرهم من أفراد ينتظرون تحسن أوضاعهم إلى أفراد يساهمون بتحسينها. ويمكن للمجتمع المحلي من خلال التنظيم الذاتي وامتلاك زمام المبادرة في إدارة شؤونه أن يضع حجر الأساس ويؤثر في المسائل التي لم يعتقد يوماً أنه قادر على معالجتها بغير الطرق المعتادة بذلك يصبح هذا المجتمع قادر على الوقوف معاً للمطالبة بصوت واحد بإشراك الإدارات المحلية بقضايا تعتبر محورية بالنسبة لرفاهه، بما في ذلك إصلاح المرافق العامة وإنشاء الخدمات العامة المتخصصة للأشخاص الأكثر احتياجاً. كما أن المجتمع المحلي يحشد موارده وموارد الشركاء ضمن الأمانة للتأثير في القرارات والخروج بحلول تُحسّن من فرص التنمية على المدى الطويل.
تعمل الأمانة من خلال مناراتها المجتمعية على تعزيز انخراطها في المجتمع المحلي، فنحن ننظر إلى مناراتنا كنقاط محورية توفر الأماكن التي يتجمع فيها الناس ليتمكنوا من التواصل ضمن مجتمعاتهم. وتعزز هذه المنارات البيئة الإيجابية التي تحفز الناس وتدعمهم ليكونوا أكثر فعالية وثقة وثبات في التعامل مع التحديات اليومية. كما أن هذه المنارات تعمل كجسر للوصول إلى شبكات مجتمعية أخرى وموارد وتسهيلات اجتماعية، تحفيزاً للنشاط الاجتماعي الذي يلبي احتياجات أفرادها. ويمكن لهؤلاء الأفراد مع مرور الوقت أن يشكلوا جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي في مجتمعاتهم.
تلقى جهودنا في العمل مع المجتمع المحلي دعم مئات المتطوعين الذين يسخّرون وقتهم وجهدهم لإحداث تغيير حقيقي في حياة الآخرين. والأمانة إذ تنادي بالعمل التطوعي على المستوى الوطني عبر حشد المتطوعين وتشجيع دمج فكر التطوع في برامج التنمية، تأخذ بعين الاعتبار أن هؤلاء المتطوعين تحفزهم عوامل مختلفة، لذا فإننا نلتزم بإشراكهم في أنشطة هادفة تتناسب مع مهاراتهم واهتماماتهم، ونزودهم بالدعم والمهارات اللازمة لتمكينهم من أداء دورهم بفعالية. كما ندعوهم ونشجعهم على المشاركة في صنع القرار والتعبير عن آرائهم لتحسين نوعية العمل الذي انخرطوا فيه. وبهذا تكون الأمانة قد أدت دورها بخلق وتعزيز ثقافة تطوع راسخة.